قيس بن الملوح متيم ليلىّ
من هو قيس بن الملوح
من منا لايعرف قيس بن الملوح الذي أحب ابنة عمه ليلى العامرية التي حرموه الزواج منها فهام بها عشقا حتى فقد عقله وقال فيها من الشعر مانغنت به الأجيال في عالمنا العربي على امتداده وأصبح مضرب المثل في العشق العفيف الرائع .
كيف مات؟!!!!
يقول الرواة أن شيخا من بني مرة التقى بقيس بعد انعزاله في الصحراء وبعده عن الناس . يقول ذلك الشيخ : ذهبت أبحث عنه فأخبرني أحد أصدقائه المقربين اليه قائلا اذا رأيته فادن منه ولاتجعله يشعر أنك تهابه فانك ان فعلت فسيتهددك ويتوعدك أو يرميك بحجر فانه ان فعل ذلك فاجلس صارفا بصرك عنه فاذا سكن فأنشده شعرا غزلا من شعر قيس بن ذريح حبيب لبنى لأنه معجب به وبشعره .
يقول ذلك الشيخ أمضيت يومي من الصباح الباكر باحثا عن ذلك العاشق الهائم حتى وجدته عصر ذلك اليوم جالسا يخط على الرمل بأصبعه وحين دنوت منه نفر مني نفور الوحش من الأنس فأعرضت عنه حتى سكن وعنده أنشدت شعرا لقيس بن ذريح كنت أحفظه :
الا ياغراب البين ويحك نبنـــي بعلمك في لبنى وأنت خبير
فان أنت لم تخبر يشيء علمته فلا طرت الا والجناح كسير
يقول حين أنشدت ذلك الشعر اقترب قيس مني وقال وهو يحاول كتم بكاءه : لقد أحسن والله ذلك الشاعر ولكني قلت شعرا أحسن منه ثم أنشد :
كأن القلب ليلة قيل يفدى بليلى العامريه أو يراح
قطاة غرها شرك فباتت تجاذبه وقد علق الجناح
ويستطرد ذلك الشيخ في قصته قائلا :بعد أن أنشد قيس قصيدته بادرته بقصيده أحرى لقيس بن ذريح هى:
واني لمفني دمع عيني بالبكــــا حذارا لما قد كان أو هو كائن
وماكنت أخشى أن تكون منيتي بكفيك الا أن من حان حائن
يقول ذلك الشيخ : أن قيس ما أن سمع هذه القصيدة حتى شهق شهقة ظننت أن روحه فاضت بسببها وبكى بحرقه وقد رأيت دموعه بلت الرمل الذي بين يديه فقال وهو يغالب بكائه والله لقد أحسن ولكني قلت شعرا أحسن منه ثم أنشد :
وأدنيتني حتى اذا ماسبيتنـي بقول يحل العصم سهل الأباطح
تناءيت عني حين لالي حيلة وخلفت ما خلفت بين الجوانــح
وبعد أن أنهى قصيدته مرت بقربنا غزاله تعدو فنهض قيس يجري خلفها حتى توارى عن ناظري ويواصل ذلك الشيخ قصته قائلا :
فى اليوم التالي عدت الى نفس المكان على أمل أن التقيه فوجدت امرأة وقد وضعت طعاما في المكان الذي كان يجلس فيه قيس وانقضى ذلك اليوم دون أن ياتي قيس .. ومضت 3 أيام لم أره فيها فأخذ أهله يبحثون عنه وأنا معهم دون جدوى .
وفي اليوم الرابع وبعد سير طويل في الصحراء للبحث عنه وجدناه في وادي كثير الحجاره وهو ميت فوقها
يقال بأنه بعد أنتشار خبر وفاة قيس بين أحياء العرب لم تبق فتاة من بني جعده ولا بني الحريش الا خرجت حاسرة الراس صارخة عليه تندبه وأجتمع فتيان الحي يبكون عليه أحر بكاء وشاركهم في ذلك كافة قبيلة حبيبته ليلى العامريه حيث حضروا معزين وأبوها معهم وكان أشد القوم جزعا وبكاء عليه وهو يقول : ماعلمنا أن الامر يبلغ كل هذا ولكني كنت عربيا أخاف من العار وقبح الأحدوثه
وهذه أجمل قصائد قيس
تذكرت ليلى و السنين الخواليـــا
و لأيام لا نخشى على اللهو ناهيـــــا
فليت ركاب القوم لم تقطع الغضا
و ليت الغضا ماشى الركاب لياليـــــا
و قد يجمـــع الله الشتيتين بعدما
يظنـــــان كــل الظـــن: أن لا تلاقيــــا
لحـــى الله أقوام يقولون: إننــــــا
و جدنـــا طول الدهـــر للحب شافيــــا
خليلـــي: لا و الله لا أملـــك الذي
قضى الله في ليلى و لا ما قضى بيا
قضاهـــا لغيري و ابتلاني بحبهــــا
فهــلا بشـــيء غــــير ليلـــى ابتلانيــــا
فيـــا رب، سو الحب بيني و بينهـا
يكــــون كفافــــــاً ، لا علـــي و لا ليـــــا
فأشهد عنـــد اللــــهٍ أنـــي أحبهــا
فهذا مـــا لها عندي ، فما عندها ليـــا ؟
أحـب مـن الأسماء ما وافق اسمها
أو أشبهـــه، أو كـــــان منــــه مدانيــــــا
و إني لا ستغشي و ما بي نعسة
لعـــل خيـــالاً منهـــا يلقــــى خياليــــــــا
منقووول