هذه رسالة حب كتبتها أميرة القحطانى( سعودية )
الى أديبنا الكبير الطيب صالح ..
النور انطفأ .... نور ( الطيب ) انطفأ .. غدا سأرى
صورته فى الجريدة .. أو ربما خبرا دون صورة .. أو صورة دون خبر ..
كل الطرق تؤدى الى أن ( الطيب صالح ) رحل ...
قرأته عندما كان عودى لينا ، لم أكن يومها أعرف كيف
يقرأ الصندل و كيف تشم رائحة الكتب .. قرأته و أحببته ثم
تركته فى ذاكرتى مركونا مهملا .. و دون أن أعى سببا أعادنى
اليه شوق غريب .. فأقبلت عليه .. قرأته مرة أخرى و أحببته
هذه المرة أكثر ...هاجرت الى شماله فى موسم لا يهاجر فيه أحد...
دخلت مغارته التى لم يدخلها أحد .. قطفت ثمارا لا يعرف مخبئها أحد...
عشت سعادة لم يعشها أحد ..و عندما مددت بصرى بحثا عنه ( رحل ) ! !
هكذا دون ضجة رحل ...
و لكن ..
أيرحل العظماء ؟
أيرحل العباقرة ؟
أيرحل من صنع موسما أسمر يهاجر بأبطاله الى الشمال ؟
أيرحل من كتب هذا ؟ :
( عدت الى أهلى يا سادتى بعد غيبة طويلة ،
سبعة أعوام على وجه التحديد ، كنت خلالها أتعلم
فى اوروبا. تعلمت الكثير ، و غاب عنى الكثير ، ولكن
تلك قصة أخرى ، المهم أننى عدت و بى شوق عظيم
الى أهلى فى تلك القرية الصغيرة عند منحنى النيل ..
سبعة أعوام و أنا أحن اليهم و أحلم بهم ، و لما جئتهم
كانت لحظة عجيبة أن و جدتنى حقيقة قائما بينهم ،
فرحوا بى و ضجوا حولى ، و لم يمضى و قت طويل
حتى أحسست كأن ثلجا يذوب فى دخيلتى ، فكأننى
مقرور طلعت عليه الشمس، ذاك دفء الحياة فى العشيرة ،
فقدته زمنا فى بلاد تموت من البرد حيتانها )
و قد أخترت الحياة أيها ( الطيب ) ، اخترتها حين اخترت
أن تكون كاتبا عظيما لا يشبه الكتاب ..] منقووول